الاستدامة البيئية في مصر القديمة "أنا لم أوقف جريان النهر"

نوع المستند : Original Article

المؤلف

كلية السياحة والفنادق -جامعة مدينة السادات

المستخلص

عاش المصريون عبر ألاف السنين في محيطهم البيئي في تناغم ظهر في المناظر التي سجلوها على مقابرهم وفي نصوصهم. فلقد عرضت الجدران تنوعا كبيرا في البيئة الحيوانية والنباتية و تنظيما دقيقا في أنشطة الري والزراعة. كما ذكرت نصوص كتاب الموتى في الاعتراف السلبي حرص المصري على عدم تلويث المياه وعدم تحويل مجرى القنوات. ولكن كيف انعكس تقدير البيئة ذلك على حياة المصري في الواقع؟  لقد تتبعت الورقة الحالية أنشطة المصري القديم في إدارة مياه النيل، توصيل المياه للمدن، تنقية المياه للشرب, التخلص من المياه الملوثةالدورة الزراعية, مكافحة الآفات, التعامل مع الحيوانات, مدي نقاء الهواء وسلوكيات إعادة استخدام المواد.
واستنتج الباحث أن المصري القديم حرص كل الحرص على عدم المساس بمجرى النيل الأساسي عند إقامة الجسور، وقد يكون ذلك نابع من فشل مشاريع ضخمة للجسور في القدم لكنه قد يكون نتج أيضا عن إدراكه أن التلاعب بالنظام البيئي بشكل كبير قد يسفر عن نتائج وخيمة. لذلك فقط اكتفي الملوك المصريين بإقامة جسور صغيرة وقنوات ضيقة توازي النيل او تقطع منه لري الأراضي البعيدة نوعا ما. كما أنهم استخدموا المنخفضات الطبيعية لتخزين المياه عوضا عن حفر بحيرات صناعية. أما في الزراعة فقد استخدموا ري الحياض وقد كان ناجحا حيث ان غمر الأراضي بالتربة يجدد محتواها العضوي ويغسل الأملاح الضارة. كما أنهم استخدموا طرقا ميكانيكية لمكافحة الأفات لحماية المحاصيل حيث لم يكتشفوا المبيدات الحشرية. لكن الزراعة على الجانب الأخر سببت أضرارا بيئية حيث أن إزالة مساحات من النباتات الطبيعية قد قضى على بيئة العديد من الحيوانات. كما أن الصيد الجائر قد أدى إلى انقراض عشرات الأنواع منها خلال التاريخ المصري القديم.
أما بالنسبة لجودة الهواء فاتضح أنها لم تكن عالية خلال الحضارة المصرية. فأنشطة الطبخ والتعدين والتحجير كانت تنتج ملوثات كثيرة إلى حد ظهور مرض السرطان والعديد من أمراض الرئة في المومياوات المصرية القديمة. كانت اعادة استخدام المواد سلوكا شائعا في مصر القديمة وقد ساهمت بالتأكيد في التقليل من استخدام المواد الأولية وتخفيض النفايات.

الكلمات الرئيسية