زخارف العمود المُخَلّقْ بنواصي عمائر القاهرة الدينية في العصر المملوكي الجركسي

نوع المستند : Original Article

المؤلف

قسم الارشاد السياحي، كلية السياحة والفنادق، جامعة مدينة السادات

المستخلص

يعد العمود المُخَلّقْ من الحليات المعمارية المميزة التي شاع استخدامها لتزيين نواصي المنشآت في مصر الاسلامية، وعلى الرغم من تشابه وظيفته بشكل كبير مع العمود المندمج الا أننا يمكن أن نلحظ أن هناك اختلافا جليا فيما بينهما، حيث أن العمود المُخَلّقْ يتشكل كنتيجة لعملية نحت أحجار زاوية المبنى بشكل زخرفي وبالتالي يتم تكوينه من نفس نوع مادة البناء، أما العمود المدمج فيتم تجهيزه ونحته بشكل منفصل ثم بعد ذلك ادماجه في الموضع المراد تزيينه في المنشأة، وفى كثير من الأحيان تكون مادة صنعه مختلفة عن المادة المستخدمة في البناء الذى يندمج به، وقد ترتب على ذلك عدة مميزات بنائية وزخرفية اختص بها العمود المُخَلّقْ دون المندمج، والتي تمثلت في كون العمود المُخَلّقْ أكثر متانة وذو أبعاد متناسبة مع البناء ككل، هذا الى جانب تمتعه بمظهر جمالي مميز ومتناسق مع بقية زخارف البناء باعتباره جزء لا يتجزأ منه، ولذلك فقد تم توظيفه من قبل المعمار المسلم كحلية معمارية استخدمت لتزيين نواصي الواجهات في غالب الأحيان وخاصة في العصر المملوكي. وتجدر الإشارة الى أن حلية العمود المُخَلّقْ يمكن اعتبارها الصورة الزخرفية الأكثر تطورا لظاهرة شطف نواصي الواجهات والتي ترجع أصولها التاريخية في مصر الإسلامية الى العصر العباسي، وقد تطورت هذه الظاهرة بشكل كبير على مدى العصور الإسلامية المتعاقبة حتى بلغت اقصى مراحل ازدهارها في العصر المملوكي الجركسي، الذى شهد تنوعا ملحوظا في الزخارف التي استخدمت لتزيين الأعمدة المُخَلّقَة بنواصى العمائر الدينية، والتي أبدع فيها الفنان وأطلق لنفسه العنان في تنفيذها، ولذلك يهدف هذا البحث الى دراسة زخارف العمود المُخَلّقْ بنواصي العمائر الدينية المملوكية الجركسية بمدينه القاهرة، وقد توصل البحث الى عدد من النتائج المهمة، لعل أبرزها القاء الضوء على أنماط الزخارف التي نفذها الفنان الجركسي على بدن العمود المُخَلّقْ خلال تلك الحقبة والتي تنوعت بشكل كبير ما بين زخارف دالية، زخارف الارابيسك، أشكال نجمية، خطوط حلزونية، زخارف ملونه باللون المشهر من نفس لون الحجر، وغيرها من الزخارف الأخرى، هذا بالإضافة الى اشتراكه مع المعمار في توظيف الأعمدة المخلقة بشكل أعمق من خلال استخدامها في تمييز أحد الوحدات المعمارية الموجودة بالمنشأة كالقبة المدفن، السبيل، والمدخل الرئيسي، وذلك عن طريق تزيينها بنوع فريد من الزخارف يختلف عن بقية زخارف الأعمدة المُخَلّقَة الأخرى الموجودة في واجهة المنشأة.  

الكلمات الرئيسية