احتمالية تأثير بركان أوكموك على الهجرة في مصر البطلمية

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

قسم الإرشاد السياحي، كلية السياحة والفنادق، جامعة مدينة السادات

المستخلص

من الصعب على الأشخاص ترك أوطانهم والانتقال إلى مكان آخر للعيش فيه، لكن لسبب ما أو لآخر هناك الكثير من العوامل التي دفعت هؤلاء الأشخاص للهجرة وترك أوطانهم، ومن أهمها العوامل البيئية مثل الزلازل والبراكين والتغير المناخي والجفاف الذي بدوره يؤثر على المحاصيل ويسبب تلفها. لقد انتشر في مصر في العصر البطلمي مصطلح "أناخورسيس"، وهو مشتق من فعل "أناخوريو" الذي استخدم في اللغة الكلاسيكية في العصرين البطلمي والروماني؛ ومعناه اللجوء إلى الجبال والاختباء في الغابات أو الانسحاب أو الهجرة أو الهروب.
ان أحد أكبر الانفجارات البركانية التي حدثت خلال الالفين وخمسمائة عام الماضية قد حدث في أوائل عام 43 ق.م.، وحدث ذلك البركان في (أوكموك) في (ألاسكا)، حيث تؤكد سجلات المناخ أن تغيرات مناخية كبيرة قد حدثت بين عامي 43 – 44 ق.م.، وتشير السجلات أن هاتان السنتان كانتا من أبرد السنوات في آلاف السنوات الأخيرة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وذلك نتيجة التأثير الاشعاعي الناتج عن ثوران البركان، حيث انخفضت درجات الحرارة الموسمية في مصر بما يصل إلى 7 درجات مئوية تحت المعدل الطبيعي.
وتؤكد المصادر القديمة انخفاض منسوب فيضان النيل لعدة مرات خلال فترات بسيطة، ونستدل على ذلك بأن في عهد الملكة (كليوباترا السابعة) قد تفاقمت المشاكل في (مصر) بين عامي 43 – 44 ق.م، حيث حدث انخفاض في منسوب مياه النيل ونتج عنه قلة المحاصيل والذي بدوره تسبب في مجاعة في البلاد. وكذلك تفشت الأمراض والأوبئة، مما جعل الحكومة البطلمية تفرض على المواطنين المزيد من الضرائب والخدمات الالزامية والعمل بنظام السخرة واجبار الفلاحين السكندريين وفلاحين المدن على الهجرة من المدن إلى القرى للقيام بأعمال تنظيف الترع من الطمي وذلك دون مقابل مادي، بالإضافة لزيادة عدد الضرائب المطلوبة من المواطنين مما دفعهم إلى الهجرة والهروب وترك أوطانهم واللجوء إلى المعابد التي بها حق اللجوء، حيث كانت تلك المعابد تعج باللاجئين، بينما كانت البلاد في أمس الحاجة للأيدي العاملة.

الكلمات الرئيسية