استكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي على تخصيص البرامج السياحية: الأدوار الوسيطة للجاهزية وجودة البيانات واتخاذ القرار في وكالات السفر ا لمصرية

تستكشف هذه الدراسة دور الذكاء الاصطناعي (AI) في تعزيز تخصيص البرامج السياحية داخل وكالات السفر المصرية. وبالاعتماد على إطار مفاهيمي مبني على أربعة أبعاد رئيسية للذكاء الاصطناعي—وهي التحليلات التنبؤية، والأتمتة، وأنظمة التوصية، ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)—تفحص الدراسة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تقديم الخدمات السياحية المخصصة بما يتوافق مع تفضيلات وسلوكيات السائحين. ولتوسيع نطاق التحليل، تقدم الدراسة ثلاث متغيرات وسيطة: الجاهزية التنظيمية، وجودة بيانات العملاء، واتخاذ القرار المدعوم بالذكاء الاصطناعي. وتُفترض هذه العوامل كمؤثرات على قوة العلاقة بين تبنّي الذكاء الاصطناعي وتخصيص البرامج السياحية، من خلال تمكين الاستخدام الفعّال للإمكانات التكنولوجية داخل وكالات السفر .
اتبعت الدراسة منهجًا كميًا، من خلال استخدام استبيان إلكتروني منظم وُزّع على موظفي وكالات السفر من الفئة "أ" في ثلاث محافظات مصرية: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية. وتم تحليل 120 استجابة صالحة باستخدام برنامج SPSS للتحليلات الوصفية، والموثوقية، والارتباط، إلى جانب برنامج AMOS لنمذجة المعادلات الهيكلية (SEM). وأكدت نتائج التحليل قوة نموذج القياس من حيث الصدق والثبات. أظهرت النتائج وجود علاقات إيجابية ذات دلالة إحصائية بين جميع أبعاد الذكاء الاصطناعي الأربعة وتخصيص البرامج السياحية. كما كشفت المتغيرات الوسيطة عن تأثير معزز لهذه العلاقات، مما يبرز أهمية البيئة التنظيمية والبيانية الداعمة في تمكين الذكاء الاصطناعي من تحقيق أقصى إمكاناته. تُقدّم هذه الدراسة إسهامات نظرية وعملية، حيث تؤكد أن تبنّي الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي؛ بل يتعين على وكالات السفر الاستثمار أيضًا في البنية التحتية الرقمية، وجودة البيانات، والاستعداد التنظيمي، لتعظيم فوائد التخصيص المدفوع بالذكاء الاصطناعي. وتختتم الدراسة بتوصيات موجهة لمديري وكالات السياحة وصانعي السياسات الراغبين في تعزيز رضا العملاء وزيادة القدرة التنافسية من خلال استراتيجيات السياحة الذكية.