تقييم استخدام تقنية الميتافيرس كأداة للترويج السياحي: تطبيق على المتحف القومي للحضارة ا لمصرية

في ظل التحول الرقمي العالمي، أصبحت تقنية الميتافيرس إحدى أهم الأدوات الواعدة لتعزيز الابتكار في السياحة الثقافية وتوسيع نطاق التفاعل مع المواقع التراثية. يهدف هذا البحث إلى تقييم فاعلية استخدام تقنية الميتافيرس في المتحف القومي للحضارة المصرية ودورها في الترويج للتراث الثقافي المصري محليًا ودوليًا. تم اعتماد المنهج الكمي من خلال استبيان إلكتروني وُزّع على عينة مكونة من 172 موظفًا من إجمالي 300 موظف، وذلك وفق معادلة ستيفن ثامبسون لضمان التمثيل الإحصائي. شمل الاستبيان خمسة محاور رئيسية: البيانات الديموغرافية، المعرفة والوعي، المزايا المتوقعة، التأثير الترويجي، والتحديات المرتبطة بتطبيق الميتافيرس، وقد أثبت اختبار كرونباخ ألفا ارتفاع مستوى الثبات الداخلي لجميع المحاور.
أظهرت النتائج ارتفاع مستوى الوعي والانطباع الإيجابي تجاه الميتافيرس بين العاملين، خاصة فيما يتعلق بقدرته على تعزيز تجربة الزوار والحفاظ على القطع الأثرية وزيادة الانتشار العالمي للمتحف. كما أوضحت أن المستوى التعليمي وسنوات الخبرة لهما تأثير مباشر في إدراك المزايا؛ حيث أظهر الموظفون الحاصلون على دراسات عليا وذوو الخبرة المرتفعة مستوى أعلى من الوعي بالفرص التي يوفرها الميتافيرس، بينما أبدت بعض الفئات حساسية أكبر للتحديات التقنية والبنيوية. وأكد التحليل الإحصائي أن كلًا من المعرفة والوعي بالمزايا يمثلان أهم العوامل المؤثرة على فاعلية الميتافيرس في الترويج السياحي، في حين لم تُظهر التحديات تأثيرًا جوهريًا على النتائج النهائية. وتخلص الدراسة إلى أن الميتافيرس يمثل أداة استراتيجية قادرة على إحداث نقلة نوعية في المتاحف المصرية إذا تم دمجه ضمن رؤية مؤسسية شاملة تعتمد على بناء القدرات البشرية، وتحسين البنية التحتية الرقمية، والحفاظ على أصالة المحتوى الثقافي. وتوصي الدراسة بضرورة الاستثمار في التدريب، وتعزيز الشمولية الرقمية، وبناء شراكات دولية لضمان استدامة التطبيق وتحقيق ميزة تنافسية للمتاحف المصرية في بيئة السياحة العالمية المعاصرة.